محمد بن همام و المستقبل المجهول
تواصل وسائل الإعلام الغربية وخصوصا في أوروبا البحث عن كل صغيرة وكبيرة في ملف الاتهامات بالرشاوى في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي خلفتها الانتخابات الطاحنة لرئاسة الفيفا، وخصوصا كل ما له علاقة بالعربي القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد ، والتريندادي جاك وارنر رئيس اتحاد الكونكاكاف (الذي استقال مؤخرا من جميع مناصبه).
وتقول التقارير الجديدة المتجددة في وسائل إعلام غربية إن محمد بن همام (قد) يواجه عقوبة الإيقاف عن مزاولة النشاط الرياضي الرسمي مدى الحياة بعد اتهامه بالرشوة خلال الانتخابات الأخيرة للاتحاد الدولي "فيفا".
وكانت لجنة الأخلاق في الفيفا كشفت خلال (تقريرها المبدئي) عن أدلة دامغة تؤكد تورط بن همام، والترينيدادي وارنر نائب رئيس الفيفا المستقيل من جميع مناصبه الرياضية في قضية رشوة اتحادات قارة أميركا الشمالية والوسطى ودول البحر الكاريبي "الكونكاكاف".
وذكر التقرير: "علاوة على ذلك وخلال الاجتماع بدا أن بن همام قد عرض وبشكل غير مباشر على الأقل وتحت تعهد السرية ظرفًا يحتوي 40 ألف دولار على كل عضو من أعضاء الاتحاد، تشكل لدى لجنة القيم بالاتحاد الدولي رأي مبدئي بأن المتهم (وارنر) كان على علم بالأموال المذكورة الا انه غض الطرف عنها، كما تكون لدى اللجنة رأي بأن الأموال المذكورة المقدمة لا يمكن ان يفسر تقديمها الا في سياق انتخابات رئاسة الفيفا في الأول من يونيو 2011".
في المقابل، يصر بن همام ووارنر على نفي هذه التهمة، إذ أكدا أنهما لم يقوما بأي مخالفة.
وتؤكد مصادر خاصة أن محمد بن همام حينما لم يستطع الحصول على تأشيرة دخول، اقترح أن يجتمع بهم في أحد الدول القريبة إليهم وكان موجودا فيها ضمن حملته الانتخابية وتكفل بتذاكرهم وسكنهم، وبعد ذلك منحهم مبالغ مالية (تعويضية) عن هذه المصاريف، ولكنه بالغ في تقديره لحجم المصروفات الشخصية فاتهم بأنه رشاهم، علما أن أحد المشاركين في الاجتماع الخاص من بين 24 اتحاد صور المبلغ الخاص به على االطاولة وأوصل المعلومات إلى أحد المعارضين لابن همام الذي بدوره تواصل مع بلاتر، وانتظر الأخير حتى (الوقت المناسب) ومن ثم تم تسريب معلومات مغلفة باتهامات لابن همام إلى أن اتخذ بلاتر قرار تحويل القضية للجنة القيم والأخلاق بالفيفا، وبدورها باشرت المهمة سريعا فأوقفته على ذمة التحقيق لإبعاده عن سباق الترشيح لرئاسة الفيفا، وكان أن بادر بن همام وأعلن انسحابه من السباق.
وفي الشأن الآسيوي كان لابد من تحرك شخصيات آسيوية عديدة طامعة في منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي مع ترقب القرار النهائي بشأن محمد بن همام،
وبرز أكثر من اسم من شرق القارة وغربها.
ويعد الصيني جانج جي لونج الذي أصبح رئيسًا للاتحاد القاري بالوكالة خلال الشهر الجاري أبرز الطامعين بالمنصب القاري، إذ يسعى لتثبيت رئاسته من خلال انتخاب نفسه في حال إقصاء بن همام عن العمل الرياضي، خصوصًا بعد تغير لهجته خلال تصريحاته الأخيرة ضد بن همام.
وقد يتقدم مسؤول سعودي للمنافسة حينها ستعد كبرى المفاجآت، ولكن لن يعلن شيئًا رسميا إلا بعد أن تكون الفرصة سانحة ومواتية.
ويبقى ترشح رئيس الاتحاد البحريني الذي برز اسمه إعلاميًا الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة مشروطًا باتفاقيات مع بعض الشخصيات الرياضية في منطقة غرب آسيا مثل الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الذي ربما يترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي فيما لو أُبعد بن همام من منصبه رسميًا، لكن هذا القرار ليس نهائيا، وسيقف على مشاورات عديدة مع نائب رئيس الفيفا عن قارة آسيا رئيس الاتحاد الأردني الأمير علي بن الحسين.
ويبرز اسم الإماراتي يوسف السركال الذي يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي عن منطقة غرب آسيا كأحد أقوى المرشحين أيضًا، علمًا أن السركال أحد الحلفاء مع بن همام، ولن يكون ترشيحه إلا بمباركة من بن همام نفسه.
وذكرت تقارير إعلامية، أن رئيس الاتحاد الياباني جونجي أوجورا يتربص بالمنصب القاري، فيما تسعى ماليزيا لإستعاده منصب الرئاسة بعد تزكيتها لـ عبدالله نجل الرئيس السابق للاتحاد سلطان أحمد شاه.
ومما يشار إليه أن محمد بن همام رأس الاتحاد الآسيوي منذ عام 2002، قبل أن يترشح لرئاسة الاتحاد الدولي "فيفا" خلال الكونغرس الماضي الذي أقيم في زيورخ مطلع الشهر الجاري، لكنه انسحب قبل موعد الانتخابات ما جعل الرئيس جوزيف بلاتر يستمر في منصبه لأربع سنوات قادمة.
