اصبحنا على بُعد ساعات فقط من بدء العرس اللاتيني الكبير كوبا أميركا 2011 التي ستستقبل مبارياتها دولة الأرجنتين بداية من اليوم (الأول من يوليو وحتى 24 من نفس الشهر).
الأرجنتين بالإضافة لتسع منتخبات سيتنافسون على المجد القاري بالإضافة لمنتخبي المكسيك وكوستاريكا من الكونكاكاف اللذين إنضما للبطولة بدعوة من المنظمين.ستُفتتح البطولة بمواجهة شرسة تعد بالكثير ستجمع المنتخب المُنظِم الأرجنتين ببوليفيا -بطل نسخة عام 1963- وسيقام اللقاء على ملعب دي لابلاتا.
اليوم الأول من يوليو في تمام الساعة الثانية إلا ربع (قبل فجر الثاني من يوليو) بتوقيت مكة المكرمة، سيرفع المنتخب الأرجنتيني بقيادة المبدع ليونيل ميسي شعار الثأر من بوليفي بسبب الخسارة الكارثية التي تعرضت لها أمامها منذ عامين بواقع ستة أهداف مُقابل هدف على ستاد هيرناندو سيليس في العاصمة البوليفية وتحديداً في مارس 2009 ضمن الجولة الثانية عشر من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 الماضية والتي أقيمت في جنوب أفريقيا.
وسببت هذه الخسارة آلماً كبيراً لعشاق التانجو في كل مكان ربما أكثر من الخروج برباعية على يد المانشافت في المونديال.
ا
لفريقان لديهما تاريخ مُشرف داخل القارة، فالمنتخب الأرجنتيني حدث ولا حرج بطل العالم مرتين وبطل القارة في 14 مناسبة كأكثر المنتخبات حصولاً على البطولة مشاركة مع الأوروجواي بنفس الرصيد من البطولات.
بينما المنتخب البوليفي كانت مشاركاته في كأس العالم قليلة فقد وصل 3 مرات فقط ولكن في كوبا أميركا التاريخ البوليفي مشرف للغاية فقد لعب 22 بطولة وحقق البطولة عام 1963 ووصل للدور النهائي أيضاً عام 1997.
مشوار المنتخبين في أخر بطولة عام 2007 في فنزويلا كان متناقضاً تماماً، فالأرجنتين وصلت إلى النهائي وكانت قريبة من اللقب الغائب منذ 1993 بينما منتخب بوليفيا لم يفز في أي مباراة وخرج من دور المجموعات كمتذيل لمجموعته.
بكل تأكيد المنتخب الأرجنتيني بعد رحيل الأسطورة وتوليه تدريب الوصل الإماراتي سيكون أفضل منه في كأس العالم رفقة البيبي دي آورو والذي فشل في تحقيق الحلم والتتويج بكأس العالم 2010 وخرج بصورة مُذلة على يد ألمانيا.
وسيكون الأداء في تلك البطولة مُغايراً مع المدير الفني الجديد سيرجيو باتيستا الذي استدعى العديد من اللاعبين الذين عانوا الأمرين أثناء فترة تدريب مارادونا للفريق أمثال إيفر بانيجا والقائد المخضرم خافير زانيتي.
مساعي باتيستا واضحة لفرض هيبة الأرجنتين منذ البداية ودب الرعب في قلوب المنافسين وسيستفيد من المساندة الجماهيرية الكبيرة، ومن المعتاد عن المدرب الشاب اعتماده على أكثر من لاعب في النواحي الهجومية وتأكيداً على ذلك خرج ليأكد بأن لاعب نادي مانشستر سيتي الانجليزي كارلوس تيفيز سيبدأ مباراة اليوم رفقة ميسي وربما دي ماريا أو إيزكيل لافيتزي ليخلق الخطورة على المرمى البوليفي منذ الللحظة الأولى.
لعبت الأرجنتين رفقة باتيستا منذ بداية عام 2011 تسع مباريات دولية ودية لم يذق طعم الخسارة إلا في واحدة أمام المنتخب النيجيري بداية الشهر الماضي برباعية غريبة، وهذا يعد سجل حافل جداً ومبشر لعشاق التانجو.
الأرجنتين التي ستلعب في البطولة بخطة 4-3-3 وستكون هجومية بحتة بطرفي ملعب هما ميسي ودي ماريا وفي الوسط سيكون حاضراً كارليتوس المهاجم المفضل لسيرجيو باتيستا بين ترسانة الهجوم السماوية.
ولم يترك صاحب الـ48 عاماً أي فرصة للخصم وجهز خطة بديلة في حالة الضغط على النجم ليونيل ميسي -سلاح الأرجنتين الذري- ولكن لم يفصح عن تلك الخطة ليتركها مفاجأة للمتابعين الليلة.
ولا يجب أن يقلق عشاق التانجو فسيرجيو باتيستا لن يُعاني من مراقبة ميسي لامتلاكه بدلاء من الوزن الثقيل قد يكونون هم البدلاء المناسبين أمثال لاعب نابولي إيزكويل لافيتزي ولاعب أتليتكو مدريد الإسباني أجويرو وأيضاً هداف بطولة دوري أبطال أوربا عام 2010 دييجو ميليتو.
وكثيرون يتوقعون أن المنتخب البوليفي سيكون صيداً سهلاً في تلك المباراة وهم نفسهم الذين سبق لهم توقع خسارته في مباراة مارس عام 2009 ولكن رفاق خواكييم بوتيرو -الذي أحرز ثلاثية تاريخية في تلك المبارة- لقنوا الأرجنتين في المرتفعات درساً لن ينسى وألحقوا بهم هزيمة نكرا تحدث عنها العالم كله.
إزداد الضغط على المدير الفني الأرجنتيني الأصل البوليفي الجنسية للمنتخب البوليفي خوستافو كونتيريس بعد علمه بحضور رئيس البلاد إيفو موراليس للمباراة الافتتاحية وخصوصاً وأنه لا يمتلك الخبرات العميقة في تلك المحافل الكبيرة.
لذلك إضطر للاعتراف مع لاعبه مارسيلو مورينو مارتينز نجم هجوم شاختار دونيتسك الأوكراني بأن هدف الفريق في البطولة سيكون الظهور بصورة جيدة من ناحية والإعداد الجيد لتصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل من ناحية أخرى.
ومن المنتظر أن يعتمد المنتخب البوليفي في هجومه على مارتينز حيث يُعد أخطر اللاعبين للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها بفضل احترافه في الدوري الأوكراني.
وعين اتحاد كرة القدم بأميركا الجنوبية (كونميبول) الحكم الأوروجواياني روبرتو سيلفيرا لإدارة المباراة الافتتاحية، ويساعد سيلفيرا في هذه المباراة الحكمان المساعدان ميجيل نييفاس من أوروجواي والإكوادوري لويس ألفارادو بينما سيكون الإكوادوري الآخر كارلوس فيرا حكما رابعا.
